البهجة ((تقرت)) عروسة الواحات

البهجة ((تقرت)) عروسة الواحات

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

مايجب أن تعرفه عن اللغات السامية




                                                             للباحث : محمد حمدي              

                                                            من جمهورية مصر العربية

                                                    اللغات السامية

نسبة إلى سام بن نوح، الذي هو أبو الشعوب التي تتحدثها.واللغات السامية كانت لهجات شفاهية متداولة بين شعوب الشرق الأوسط، وقد سبقت الكتابة بها.. وقد وجدت كتابات سامية يرجع تاريخها لخمسة آلاف سنة، لكن تاريخ هذه اللغات أقدم من هذا، لأنها كانت متداولة شفاهة.
لقد مرّ التاريخ الإنساني بفترتين، هما: عصر ماقبل التاريخ حيث لم تظهر الكتابة، والعصر التاريخي وهو عصر بدأ بظهور الكتابة وتسجيل الحوادث، سواء فوق الصخور أو الجدران الأثرية أو فوق أوراق البردي أو الجلود.. لكن في عصر ماقبل التاريخ كانت توجد بعض الرسومات التي رسمها أو نقشها الإنسان أثناء فراغه.. لهذا فإنّ ظهور الفنون التصويرية كان أسبق من ظهور الكتابة اللغوية أو الأبجديات، رغم أن كثيرا من اللغات البدائية ظلت متداولة شفاهة، ولم تترك لها آثار مادية ليتدارسها الباحثون في اللغات.. وقد انقرضت معظم لغات الشرق الأوسط ولم تبق إلا في النصوص الدينية فقط  ولعدة قرون.
ولقد كان فك شفرة مخطوطات اللغة المسمارية ـ وهي لغة غير سامية ـ قد استعاد اللغات التي كانت مستعملة قديما في بلاد الرافدين لدي السومريين والبابليين والحيثيين والكاشانيين.. ويقال إن هذه اللغة قد اندثرت في القرن الثالث أو الثاني ق.م.. وقد كانت توجد في جنوب بلاد الرافدين السومرية ولهجات من اللغات السامية.. وكان شمالها وفي الشام لغات ولهجات سامية.. وفي غربي نهر دجلة كانت اللغة الأكادية وقبلها كانت اللغة العمورية.. لكن لم يبت علماء اللغات القديمة في أسباب اختفاء هذه اللغات القديمة.
تنقسم اللغات السامية إلي ثلاث مجموعات رئيسية هي:
1- اللغة السامية الشرقية:
وهي اللغة الأكادية، وكانت متداولة في أرض الجزيرة بشمال العراق وفي لبنان وسوريا وشبه الجزيرة العربية وإثيوبيا.. وكانت تدون بالخط المسماري فوق ألواح الطين التي يرجع تاريخها للنصف الأول للألفية الثالثة ق.م.
وكانت الأكادية لغة الحديث في أجزاء من العراق.. فقبل عام 2000ق.م. كانت لهجتان من الأكادية متداولة هناك، هما البابلية في جنوب الرافدين والآشورية في شمالهما.. وقد ظلتا سائدتين حتي ظهور المسيحية.
2- اللغة السامية الغربية:
تنقسم لثلاث مجموعات لغوية رئيسية، هي:
- العمورية والأغورية:
وقد عرفت اللغة العمورية في النصف الأول من القرن الثاني ق.م. وكانت متداولة بين البدو في الشام وملولة.. وقد ورد بعض أسمائها في النصوص الأكادية والمصرية..
وكانت الأغورية متداولة بين الكنعانيين بفلسطين والساحل الشمالي للفنيقيين، ولا سيما في بلدة أوغاريت بشرق البحر الأبيض المتوسط.. وقد اكتشفت مخطوطات في منطقة رأس شمر ترجع للقرنين 12 و13ق.م. تشبه أبجدية كتاباتها الكتابة باللغة المسمارية بالعراق.
- الكنعانية:
وكانت اللغة الكنعانية تضم مجموعة من اللغات واللهجات الفينيقية بسواحل لبنان، وترجع كتاباتها إلي 1500سنة ق.م. ومنها اتحدرت العبرية والفينيقية والبيونكية والأنوميتية والأدموتية.. وكانت تكتب بالكتابة الفينيقية.. وقد عثر علي رسائل دبلوماسية كنعانية وردت للقصر بتل العمارنة بمصر ترجع للقرن 14 ق.م.. كما وجدت سجلات ترجع لسنة 1000ق.م. بالفينيقية في الشام وفلسطين وقبرص.. وكانت هذه اللغة متداولة في المستعمرات الفينيقية حول حوض البحر الأبيض المتوسط، وظلت حتي القرن الخامس ميلادي.. وكانت الأنومتية والأدموتية تسودان بالأردن ما بين القرنين التاسع والخامس ق.م، وكان يشوبهما اللغة الآرامية.
- الآرامية:
ظهرت عام 850 ق.م، كما يدل حجر منقوش عثر عليه في سوريا بتل فخرية.. وانتشرت هذه اللغة وقتها في الشرق الأوسط كلغة رسمية إبان الإمبراطورية الفارسية من أفغانستان مرورا بفارس وحتي مصر.. وحلت الآرامية محل الأكادية والعبرية، ومنها ظهرت القبطية، ولا سيما وأن الروم الإغريق قد ظلوا يحيونها كلغة للمسيحية حتي الفتح العربي بالقرن السابع ميلادي.. وكانت أبجديتها من اللغة الكنعانية الفنيقية.
وبينما كان سكان الشام وفلسطين يتكلمون الآرامية، كان الأنباط لهم مملكتهم في مدينة البتراء وجنوب الأردن، وكانوا يتكلمون النبطية وهي منحدرة من الآرامية التي انحدرت منها الكتابة العربية.
3- اللغة السامية الغربية والجنوبية:
تضم اللغات العربية الجنوبية باليمن وعمان، وكانت أبجديتها مشتقة من الكنعانية، وظلت سائدة منذ عام1300 ق.م. حتي عام 500 م.. وقد جلبها معهم عرب شمال الجزيرة العربية، وكانت تتكون من عدة لهجات اندثرت حاليا.. واللغة العربية التقليدية تبنت لغة قريش بمكة والتي نزل بها القرآن (تعرف اللغة العربية بلغة عدنان في مقابل قحطان، وتعرف كذلك بلغة مضر، ويفضل المتأخرون تسميتها بلغة قريش، وإن كان ذلك لا يتفق مع ما هو متاح من مصادر تؤكد أن الفصحى ما هي إلا لغة معيارية  تجمع مكونات من لهجات عربية مختلفة).. وهناك اللغات الحبشية (الإثيوبية) التي تشبه لحد كبير اللغة العربية الجنوبية باليمن، حيث حملها المهاجرون الأوائل للحبشة, فنشروا كتاباتها التي حاكتها اللغات الإثيوبية ولا سيما في اللغة الأمهرية التي تنتشر في إيثيوبيا وإيريتريا وهي اللغة الرسمية حاليا.


ليست هناك تعليقات: