البهجة ((تقرت)) عروسة الواحات

البهجة ((تقرت)) عروسة الواحات

السبت، 1 يونيو 2013

توطئة مفيدة في نظريات القراءة والتأويل الأدبي

                                                                                                                                          الباحث : حسن مصطفى سحلول 

لقد شرع محترفو تحليل النصوص الأدبية من نقاد وجامعيين وصحفيين اختصاصيين في دراسة القراءة في أواسط السبعينات من هذا القرن. وكانوا حتى ذلك التاريخ يحاولون أن يفهموا النص وأن يشرحوه لجمهورهم على ضوء عصره، وهو ما كان يطلق عليه بعض نقادنا اسم "أضواء على عصر الكاتب أو على بيئته" وكانوا يقسّمون فصلهم هذا إلى أبواب ثانوية من قبيل "الحياة الاجتماعية" أو "الحياة السياسية" أو "الحركة الفكرية" أو "الحياة العقلية" أو "الحياة الأدبية" وإلى غير ذلك مما نجده في كتب النقد المدرسية.1
وكان بعضهم الآخر يقارب النص الأدبي عن طريق حياة كاتبه وما مر به من صروف الأيام أو من خلال لا وعيه ورغباته الدفينة أو من خلال قضاياه الجنسية وسلوكه في حلها. ولقد مثّل الناقد السوري جورج طرابيشي (حلب 1936) في كتبه المختلفة هذا النمط من النقد الأدبي الذي يستوحي كارل ماركس (1818-1883) وسيجموند فرويد  (1856-1938) معاً.2
وهناك مدرسة أخرى في النقد الأدبي تحاول استيعاب النص من خلال أسلوب الكاتب وطريقته في التعبير واستخدام أدوات البلاغة والمحسنات البديعية ومن خلال مقارنته مع غيره من الكتّاب وأساليبهم وطرقهم في استخدام أدوات التعبير نفسها.
وها هم يبدؤون في دراسته من خلال الشخص الذي ينفخ في النص الحياة والذي لولاه ما وُجِد نص ولا أُلّف كتاب. ونعني القارئ. لقد بدأ المهتمون بالأدب في منتصف العقد السابع يدركون أن السؤالين الجوهريين اللذين طالما شغلا الناس وهما ما الأدب؟ وما أفضل السبل لدراسة النصوص الأدبية؟ إنهما يعنيان في حقيقة الأمر أن نتساءل لماذا نقرأ كتاباً؟
ما هي أفضل السبل للإحاطة بخلود مقامات الهمذاني أو بعظمة رسالة الغفران أو بإخلاص القارئ العربي لبخلاء الجاحظ ؟. أيكون ذلك في دراسة الحياة الفكرية في القرن الثامن العباسي وتياراتها في البصرة بالنسبة لأبي عثمان أو في القرن العاشر وفي خراسان أو سوريا بالنسبة لأبي الفضل وأبي العلاء؟. أم يكون ذلك في تقصي حياة عمرو بن بحر (775-868) والتنقيب في أسرار حياة أحمد بن الحسين (968-1007) وكشف النقاب عما خفي من معيشة أحمد بن عبد الله التنوخي (979-1058)؟. أم أن ذلك يكون بأن نوجه أبحاثنا في طريق أخرى وهي أن نسأل القارئ العربي عما يجده أو يعتقد أنه واجده في هاتيك المؤلفات؟. فهذه الكتب جميعها وكل الكتب الأخرى لم تظهر للوجود إلا بفضل القارئ ولا تستمر بالبقاء إلا بفضل العناية الخاصة التي يوليها لها!
لقد ظهر الاهتمام بالقراءة حين راح ضعف المناهج النقدية التي كانت تستوحي النظريات البنيوية يبدو جلياً للعيان. ثم راح هذا الاهتمام يتزايد بمقدار ما كان يكبر وعي بعض النقاد بأنه من العبث بل من الحماقة أن يلخص النص الأدبي بسلسلة من الأشكال المجردة كما كانت تقترح الدراسات البنيوية.
لقد كان النقد الأدبي قد سلك درباً مسدوداً.
فالدراسة التي تنحصر في بحث البنية الهيكلية كان لا بد لها أن تنتج نماذج نقدية مفرطة في العمومية أو غاية في الغموض!. ولقد تم البرهان على أن الأنساق التي كان المنظرون الجماليون قد أعلنوا أنها لحمة الأدب وسداه وأنها تخص الأشكال الأدبية دون سواها موجودة كذلك في أشكال غير أدبية. ولقد طبق الفرنسي رولان بارت، وبدون صعوبة تُذكر، المنهج البنيوي على أفلام جيمس بوند!. واكتشف مواطنه جريماس، وبدون كبير عناء، الأشكال الأدبية الكبرى في الوصفات التي تقترحها كتب المطبخ!.
والنقد الجمالي البنيوي، بصفته علم لما هو عام وشامل، يقصر عن إدراك خصوصية هذا النص الأدبي أو ذاك. فهو إذ يحاول أن يصف القواعد التي تنطبق على مجموع الأعمال الأدبية التي تنتمي إلى الصنف الأدبي المدروس كرواية السيرة الذاتية أو الرواية التاريخية أو غيرها فإنه لا يرى بصمة الأديب المميزة ولا مهارة صنعته والتي تسبغ على النص هويته الخاصة. فتعدّد وجهات النظر الروائية هو أكثر ما يشدنا في الرواية الديستويفيسكية مثلاً ولكن لا بد لنا من الإقرار أن هذه الوسيلة لا تبلغ نفس الغاية حين يستخدمها كتّاب ضعفاء. ولقد قلد أبو الطاهر محمد بن يوسف السرقسطي (1143م) كل محسّنات الحريري  (1054/1122م) وسلك طريقته في التأليف والنظم ولكننا ما زلنا نقرأ مقامات الحريري  ونعجب لأحابيل أبي زيد السروجي ولتمكّنه من اللغة وآدابها ونكاد نجهل كل شيء عن السرقسطي!.
إن قيمة العمل الفني لا تقاس بوجود هذه التقنية الفنية أو تلك فيه ولا بغيابهما عنه. إنها تعود إلى أسباب لم يستطع علم الجمال البنيوي الإحاطة بها. ولقد حث قصور المنهج البنوي الدارسين على تجديد طرقهم في النقد الأدبي. ثم صار هذا التجديد ممكناً حين خرجت الدراسات الألسنية الحديثة من الميدان الذي كان مؤسسوها قد رسموه لها فأشرفت على آفاق جديدة.

1-تطور الألسنيات وازدهار مفهوم التداولية

إن ظهور مفهوم التداولية واغتناءه المستمر في صلب الدراسات الألسنية هو الذي دفع بأهل الأدب إلى إيلاء مسألة التلقي اهتمامهم. لقد ظل علم الألسنيات خلال فترة من الزمن يتفرع إلى قسمين تقليديين أساسيين هما "النحو التركيبي" وهو يدرس علاقة العلامات اللغوية بعضها ببعض و"الدلالية" وهو يبحث في علاقات العلامات اللغوية بالمعاني التي تدل عليها. وكان هذان الفرعان يطمحان إلى وصف عمل اللغة البشرية. ثم أضاف اللغويون قسماً ثالثاً أطلق عليه اسم "التداولية" وهو يعنى بعلاقات العلامة اللغوية بمستخدميها.
ويعود الفضل في إنشاء هذه العلاقة الثلاثية إلى الفيلسوف الأمريكي موريس C. Morris وإلى كتاب نشره سنة 1938 بعنوان أسس نظرية العلامات اللغوية (Foundations of the Theory of Signs) وفي هذا الكتاب أشار الفيلسوف إلى أهمية دراسة "ما يصنعه" المتكلم عن طريق اللغة.
ثم ازدهر هذا الفرع الجديد من الألسنيات ازدهاراً اعتباراً من سنوات العقد السادس من قرننا هذا. ولنكتف بالإشارة إلى كتابين أساسيين في هذا المجال أحدهما للانكليزي أوستين J.I.Austin بعنوان كيف نصنع أشياء بالكلمات (1962) (How to do things with words) والآخر للفرنسي دوكرو O. Ducrot وهو بعنوان القول والفعل (1984).
ما الجديد الذي تضيفه التداولية؟
لقد أبان الفيلسوف الانكليزي بأن وظيفة اللغة لا تنحصر بأن تنقل خبراً أو بأن تصف واقعة ولا بأن توصل إلى المرسَل إليه معلومة يبعث بها عن طريق العلامات الصوتية المتكلمُ الأول أي المُرسِل كما وقع الاتفاق على تسمية الطرفين. فهناك في اللغة أفعال تنجز أو تحقق ما تحمله من المعاني بمجرد التلفظ بها.
ولنهب جملاً من طراز: "نهض زيد من نومه" أو "أنا مشتاق لأهلي" أو "عبّرت الحكومة عن استيائها". إن هذه الجمل جميعها تخبر عن شيء أو تكشف عن حالة نفسية أو عن موقف سياسي. ولنأخذ الآن جملة: "أنتِ طالق بالثلاثة". فإن هذه الكلمات إن قيلت على نحو معين وخلال ظروف معينة تخلق وضعاً جديداً تماماً. فالزوج تطلّق حقاً والخلية العائلية تتفتت مع كل النتائج الاجتماعية التي يسهل تصورها.
واقتفى الفرنسي دوكرو إثر الانكليزي أوستين فأظهر كيف أن الكلام يتوجه دائماً نحو مُرسَل إليه وأنه يسعى دائماً على نحو مكشوف أو مستتر أن يؤثر فيه على نحو بيّن أو لا.
إن المحادثة هي دائماً محاولة لجر الآخر إلى اتخاذ موقف ما.
إن ما تظهره التداولية للعيان هو أهمية التأثير والتأثر في قلب الخطاب العادي. فإذا صح أن وظيفة الكلام هي بأن يؤثر في الآخرين أكثر مما يسعى إلى إخبارهم فهذا يعني أنه من الصعوبة بمكان أن نفهم كل الفهم خطاباً ما إذا اكتفينا بإرجاعه إلى صاحبه. وهذا يعني كذلك أن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الثنائي الذي يشكله الشخص المتكلم والشخص الذي يوجه إليه كلامه.
ونرى هنا بوضوح نتائج مفهوم التداولية الألسني على دراسة النصوص الأدبية. فإن كان الكلام في اللغة اليومية يهدف دائماً إلى التأثير على الآخر وإلى تحقيق غاية ما، فإن الأمر هو ولا ريب أكثر وضوحاً وأشد قوة في الأعمال الأدبية حيث يسعى الكاتب على ان لا يترك شيئاً للصدفة، وحيث تنتقي إرادة المؤلف الواعية الصارمة المفردات وتنظمها بعد تفكير وإمعان نظر.
وعليه فإن الكتاب لا يمكن أن يقتصر على الكشف عن بنيته الهيكلية العميقة أو على البحث عن الوشائج القائمة بينه وبين مؤلفه. ولكنه يفرض علينا أن نحلل علاقات التأثير والتأثر بين الكاتب والقارئ.

2-النقد الأدبي ونظرية القراءة

ولكن ماذا تعني دراسة القراءة؟
إذا كان موضوع النقد الأدبي هو العمل الأدبي فما هو موضوع نظريات تلقي العمل الأدبي؟. أهو كفاءات القارئ؟. أهو النص الذي تظهر من خلاله هذه الكفاءات؟. أهو علاقة التأثير والتأثر بين النص وقارئه؟.
ولكن هذه الأسئلة تتضمن أننا نستطيع أن نقصر عملية القراءة على تبادل بين طرفين وحيدين وحسب!. أيمكننا قبول هذا؟ أليست علاقة المرء بالقراءة علاقة ترتبط بالعادات الثقافية وبالنماذج الثقافية التي تقترحها البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الفرد القارئ كما أنها ترتبط كذلك بثوابته النفسية؟.
ومن جهة أخرى أليس أخذنا بكل هذه العوامل يعني الرجوع إلى ميدان النقد الأدبي التقليدي؟. إن هناك طرقتين، في حقيقة الأمر، لمعالجة هذه المشكلة. إن تحليل نصٍّ ما يعني إما أن نتساءل عن كيفية قراءة النص أو أن نتساءل عما نقرؤه أو عما يمكن أن نقرأه في النص. فإذا كانت دراسة "كيفية القراءة" تضفي على نظريات "التلقي" بعضاً من صفاتها المميزة فإن البحث في "محتوى القراءة" يؤدي في أغلب الأحيان إلى التساؤل عن معنى النص أو عن معانيه. ويقود الباحث في هذا الطريق كذلك غموض المصطلحات التي يستخدمها. فينشأ عن ذلك خلط بين دراسة القراءة ودراسة العمل الأدبي.
ولقد تردد الدارسون دائماً أمام هذين المنهجين وكيفية اللجوء إليهما وتطبيقهما. وظهرت نتيجة لهذه المواقف المتباينة تيارات نقدية يمكن أن نميز بين أهمها مدرسة كونستانس الألمانية ومدرسة التحليل الدلالي (السيميوطيكي) ومدرسة تحليل الرموز ونظريات القارئ الحقيقي.
ومدرسة كونستانس هي أولى المحاولات الكبرى لتجديد دراسات النصوص على ضوء القراءة. وكان اهتمام الباحثين قبل ذلك منصباً على كشف الروابط القائمة بين النص ومبدعه، فراح أتباع المدرسة الألمانية ينادون بانتقال البحث من العلاقة بين الكاتب ونصه إلى العلاقة بين القارئ والنص.
غير أن مدرسة تحليل كونستانس تتفرع في واقع الأمر إلى منهجين يتميز أحدهما عن الآخر. فبينما يعنى الأول "بعلم جمال التلقي" وأبرز ممثليه هو هانز روبر جوس Hans Robet Jaus يهتم الثاني بفرضية "القارئ الضمني أو القارئ المستتر" ويقوده إيزير W. Iser.
لقد ظهر "علم جمال التلقي" في مطلع العقد السابع تحدوه الرغبة بإعادة النظر في طرق دراسة تاريخ الأدب. ويلاحظ جوس أن العمل الفني عامة والعمل الأدبي على وجه الخصوص لا يفرض نفسه ولا يستمر في الحياة إلا من خلال جمهور ما. وعليه فإن التاريخ الأدبي هو تاريخ جماهير القراء المتعاقبة أكثر من تاريخ العمل الأدبي بحد ذاته. وبما أن الأدب هو نشاط تواصلي فإنه ينبغي علينا أن نحلل الأدب من خلال الآثار التي يتركها على مجموعة المعايير الاجتماعية.
وأما نظرية إيزير  بخصوص القارئ الضمني فقد نشرها عام 1976. فبينما كان جوس يستقصي أبعاد التلقي التاريخية كان اهتمام إيزير  منصباً على تحليل أثر النص الأدبي على الفرد القارئ. وينطلق إيزير من أن القارئ هو الغاية الكامنة في نية المؤلف حين يشرع في الكتابة. وعليه فإن واجب النقد الأدبي هو أن يبين كيف ينظم الكتاب المدروس طريقة قراءته ويوجهها بغاية الحصول على الأثر المُبتَغى ثم عليه أن يظهر ردة فعل الفرد القارئ في ملكاته الإدراكية أمام السبل المختلفة التي يقترحها النص المقروء.
إن نموذج التحليل الدلالي الذي اقترحه الإيطالي أمبيرتو إيكو Umberto Eco عام 1979 في كتابه القارئ في النص (Lector in fabula) لا يختلف اختلافاً كبيراً عن النموذج الذي دافع عنه إيزير . وهو يقترح تحليلاً لما يسميه "بالقراءة المتعاونة أو المستجيبة". وغاية التحليل كما يراها العالم الإيطالي هي دراسة كيف يبرمج النص شكل تلقيه ودراسة ما يقوم به القارئ وبالأحرى ما ينبغي أن يقوم به القارئ الفطن كي يستجيب على نحو حسن للنداء الكامن في البنية النصية.
ويعود الفضل في ظهور نظريات التحليل "الرمزية" لفيليب هامون Hamon ولأوتين Otten. وقد عرضاها في العقد الثامن وهي تقوم على الرغبة بدراسة عملية القراءة من خلال تفاصيل النص. وليست الغاية هنا هي اقتراح نماذج تأويلية عامة تصلح لكل النصوص وإنما الغاية هنا هي اقتراح تحاليل محددة وغاية في الدقة تلقي الضوء على ما يميز هذا الجانب أو ذاك من عملية القراءة. ومع ذلك فقد حاول أوتين أن يقترح منهجاً تركيبياً نستطيع بفضله أن نفهم نشاط القراءة من خلال ثلاثة ميادين رسم حدودها بدقة. وهي ميدان النص المعروض للقراءة ثم ميدان هذا النص كما يقرؤه القارئ وأخيراً طبيعة علاقة ذلك النص مع قارئه.
ولكننا نجد عند هذه النقطة من منهج أوتين تفاصيل كثيرة يقتبسها من دراسات سابقيه وخصوصاً إيزير وإيكو.
ثم ظهرت طريقة جديدة لدراسة عملية القراءة تأخذ بعين الاعتبار القارئ الحقيقي. وقد عرض الفرنسي ميشيل بيكار منهجه ذاك في كتابين نشر أولاهما عام 1986 بعنوان القراءة كلعبة وظهر ثانيهما بعد ثلاث سنوات بعنوان قراءة الوقت (Lire le temps). ويأخذ بيكار على المهتمين بدراسة القراءة أنهم يحللون في واقع الأمر قراءات نظرية ومجردة يقوم بها قراء نظريون ومجردون. وهو يرى أن الوقت قد أزف لنطرح جانباً تلك القراءات الموهومة والتي لم توجد قط ولندرس القراءة الوحيدة الصائبة وهي القراءة الملموسة المحددة التي يقوم بها القارئ الملموس المحدد.
وعلى نقيض القارئ المجرد الذي يقترحه نموذجا إيزير وإيكو فإن القارئ الحقيقي الملموس يدرك النص بذكائه وبرغباته وبثقافته وبقيوده الاجتماعية والتاريخية وكذلك بشخصيته اللاواعية.
ولقد اقترح الفرنسي فينسان جوف في كتابه الشخصية الروائية بصفتها أثراً في الرواية (1992) (L’Effet-personnage dans le roman) منهجاً في التحليل قريباً من منهج بيكار ولكنه أكثر اعتماداً على التحليل النفسي منه.
إن هذه النظريات المختلفة والتي لن نكف خلال دراستنا هذه من العودة إليها ومن اقتباس مفاهيمها وعلى الأخص كتاب الناقد فينسان جوف القراءة
(
La lecture) تقدّم نفسها على أنها شاملة مانعة وتزعم أنها تصلح لتحليل كل نصوص الحقل الأدبي!. وبما أن كثيراً من آثار القراءة يرتبط بطبيعة العمل الأدبي الخطية فإن من عادة الباحثين أن يستقوا أكثر أمثلتهم من النصوص الروائية من غير أن يهملوا بقية الأنواع الأدبية. وسوف نحذو حذوهم في دراستنا هذه.
لقد اعتمدنا في توثيق معظم الروايات العربية المعاصِرة وكتّابها المذكورين في دراستنا هذه على معجم الروائيين العرب3 للدكتور سمر روحي الفيصل وعلى معجم أعضاء اتحاد الكتّاب العرب في القطر العربي السوري والوطن العربي (4) والذي أعده أديب عزت وسليمان عامود وراجعه عبد الله أبو هيف. فلذلك ولهؤلاء عرفاننا بالجميل. وإذا تعذّر ذلك فقد رجعنا إلى مصادر عديدة من معاجم المؤلفين والكتّاب المتوفرة.
ولقد سعينا إلى أن يكون اسم الكاتب حين يذكر للمرة الأولى بالأحرف الغليظة مشفوعاً بتاريخ وفاته. فإذا تعذر ذلك فحرف (ت) متبوعاً بتاريخ الوفاة. وإلا فتاريخ الولادة.
وعملنا على أن تكون أسماء الأعلام بالأحرف الغليظة. وليس كذلك أسماء الشخصيات الأدبية. فالهمذاني بالأحرف الغليظة واما عيسى بن هشام فبالأحرف العادية.
وجعلنا اسم الكاتب الأجنبي بالأحرف اللاتينية حين يذكر للمرة الأولى وألحقناه برديفه بالأحرف العربية. وسلكنا في ذلك التهجية الشائعة. وألحقناه كما في الأعلام العربية بتاريخ الولادة ثم الوفاة.
وذكرنا عنوان الرواية الأجنبية حين يُذكر للمرة الأولى كما هو في اللغة الأجنبية وذكرنا تاريخ نشره. ثم ترجمناه إلى العربية. فإن كان قد سبق ونقل إلى العربية فقد اتخذنا العنوان الذي اختاره من سبقنا.
لقد حاولنا أن تكون الأمثلة من الأدب العربي. فإن تعذر علينا ذلك فمن الآداب الأجنبية. وعندها بذلنا جهدنا لكي تكون من تلك التي ترجمت إلى اللغة العربية. وذلك كي يستطيع القارئ العربي الذي لا يتقن لغة غير لغة الضاد أن يرافقنا في هذه الطريق ولقد وفقنا إلى ذلك غير مثالين أو ثلاثة، فعذراً من القارئ الكريم.


¡¡




¡ الهوامش
1- انظر كتاب المُفيد في الأدب العربي الذي كان يعالج مادة الأدب العربي المقررة للسنة الثانية للبكالوريا اللبنانية. تأليف: أحمد أبو حاقة، أحمد أبو سعد وإيليا حاوي وجوزيف الهاشم. بيروت. دار العلم للملايين 1987 الطبعة 14. من الصفحة 12 حتى الصفحة 44.
      الأدب والنصوص للصف الثاني الثانوي الأدبي في سوريا لمؤلفيه فالح فلوح وندوة النوري وياسر علايا وخير الدين صيادي ومحمد النميري. دمشق. المؤسسة العامة للمطبوعات والكتب المدرسية 1990-1991. من الصفحة 5 إلى الصفحة 25.
      النصوص الأدبية للسنة الأولى الثانوية الصادر عن وزارة التربية الوطنية في المملكة المغربية سنة 1992. ففي الفصل المخصص لأدب القصة نجد تقديماً له (ص61-62) ثم نصاً لمحمود تيمور (ص63-65) ثم ثلاثة سطور عن مصدر النص (انتصار الحياة 1963) ثم تعريفاً بالكاتب ثم بظروف النص ثم تحليلاً للنص وأخيراً تعليقاً عليه
( ص66-67).
2- انظر كتبه لعبة الحلم والواقع: دراسة في أدب توفيق الحكيم. أو دراسته شرقٌ وغرب، أنوثة ورجولة: دراسة في أزمة الجنس والحضارة في الرواية العربية وكذلك رمزية المرأة في الرواية العربية. وقد ظهرت منها طبعات عديدة عن دار الآداب في بيروت.
3- سمر روحي الفيصل معجم الروائيين العرب طرابلس. لبنان. دار جروس برس. 1995.
4- أعضاء اتحاد الكتاب العرب في القطر العربي السوري والوطن العربي إعداد: أديب عزت وإسماعيل عامود ومراجعة عبد الله أبو هيف دمشق. منشورات اتحاد الكتّاب العرب. 1984. الطبعة الثانية.




ليست هناك تعليقات: